هو القائد المؤسس، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي بلغ من ذكائه الفذ وحنكته السياسية أن يجمع 7 إمارات لتعلن اتحادها في الثاني من ديسمبر 1971، في مرحلة شائكة من تاريخ الخليج العربي، إما أن يكون مصير الشعوب فيها هو الشرذمة والتفرق ومن ثم الانهيار، وإما أن يعلو مصيرهم القمة بالوحدة والالتفاف حول علمٍ واحدٍ؛ فكان رفع علم الإمارات لأول مرة هو الخطوة التي ساقت بعدها اتحاد الإمارات السبعة لتُكوّن كياناً قوياً متماسكاً.
وفي تلك المرحلة الفارقة من عمر الإمارات العربية كان لبُعد نظر الوالد المؤسس الشيخ زايد، رحمه الله، وروؤيته المستقبلية دور البطل على مسرح الأحداث، ومن خلال هذا المقال سنعرض اهم انجازات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، والتي أسست للدولة القوية التي نراها اليوم.
اهم انجازات الشيخ زايد في جميع المجالات
يعتبر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، أحد أهم زعماء العالم الذين أعادوا بناء أوطانهم بوضع أساسات متينة في مختلف المجالات، وإدارة بلادهم وفقاً لرؤية شاملة ومتكاملة، لا ينفصل فيها جانب عن الآخر؛ فعلى يد الشيخ زايد تحولت الإمارات لتصبح قوة اقتصادية إقليمية حديثة يُعمَّل لها حساب، ولتدعم التسامح الديني في الإمارات، وحقوق المرأة، وغيرها من الأفكار التقدمية، إن بصمة الشيخ زايد في الامارات والمنطقة بأسرها هي باقية لا تُمحى بالتقادم، ويمكن الإشارة إلى أهمها كما يلي:
الانجازات السياسية:
-
اتحاد الإمارات:
قاد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الكفاح في سبيل اتحاد الإمارات في أعقاب الاستقلال عن بريطانيا؛ فقد قام بإتمام اتفاق الاتحاد الذي جمع كل من أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القيوين في 2 ديسمبر 1971، وأقر دستوراً مؤقتاً يحدد أهداف الدولة، ثم انضمت إمارة رأس الخيمة للدولة في مرحلة تالية 10 فبراير 1972، ليكتمل بذلك اتحاد الإمارات العربية المتحدة.
وما جرى هو أن أعلن الاحتلال البريطاني عن انسحابه من المنطقة؛ فتم عقد اجتماع بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي حينها، رحمهما الله، في قرية السميح الحدودية في 18 فبراير 1968، لتولد فكرة الاتحاد، ويتم بعدها دعوة الإمارات السبع، بالإضافة إلى قطر والبحرين، وقد اعترض مشروع الاتحاد العديد من العقبات، مثل رغبة قطر والبحرين في الاستقلال، والخلافات حول مجلس الاتحاد، ولكن اليأس لم يتملك الشيخ زايد، رحمه الله، أو يجعله يتراجع عن إصراره وعزيمته؛ فوضع يده في يد الشيخ راشد آل مكتوم رحمه الله، واتحدت إمارتي أبوظبي ودبي، وتم كتابة الدستور من قبل عدي البيطار المستشار القانوني لحكومة دبي، وبعد الانتهاء منه، تمت دعوة حكام الإمارات الأخرى للاجتماع، وترك حرية الاختيار إليهم؛ فتم الانضمام، ومن ثم إعلان قيام اتحاد الإمارات، وأصبح الشيخ زايد (الأب المؤسس) هو أول رئيس للدولة بقرار صادر من حكام الإمارات الأخرى.
-
تأسيس مجلس التعاون الخليجي:
كان صاحب السمو الشيخ زايد هو أول من طرح فكرة إنشاء مجلس التعاون الخليجي، بهدف توحيد دول الخليج كلها تحت مظلة واحدة، وموقف دولي واحد، وتم تطبيق الاقتراح في عام 1981، واختيار إمارة أبوظبي مقراً للمجلس، وتعيين الشيخ زايد رئيساً لمجلس التعاون الخليجي.
الانجازات البيئية:
- التصدي للتحديات البيئية التي تواجه العالم وتبني موقف واضح لحماية الأرض من التلوث.
- العمل على تعزيز الوعي والثقافة البيئية لدى جميع سكان الإمارات؛ لتقليل استخدام الملوثات، وتبني اتجاه داعم لنظافة البيئة.
- السيطرة على تداعيات التغير المناخي على الطبيعة، وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية.
- حماية الطبيعة والكائنات الحية، ومكافحة تلوث الهواء وتلوث الماء وانهيار توازن النظام البيئي.
- تبني الإمارات لاتجاه إنشاء المحميات الطبيعية، ودعمها، مثل: محمية جزيرة صير بني ياس، وإنقاذ الكائنات المهددة بالانقراض، مثل: المها العربية، وطائر الحبارى الآسيوي، والعمل على زيادة أعدادها.
- تأسيس أول حديقة حيوان في العين لتصبح المكان الآمن للحيوانات.
- إقامة المركز الوطني لبحوث الطيور في عام 1982
- تشجيع طقس إطلاق الصقور في نهاية موسم الصيد لتعود إلى حياتها البرية الطبيعية في عام 1995
- دعم مالكي الإبل باعتبارها قسم أصيل من تراث الإمارات
- إقامة إسطبلات للخيول العربية الأصيلة وفقاً لأحدث المقاييس العالمية حفاظاً على هذا العرق النبيل.
- اللجوء إلى وسائل جديدة لتنمية وتطوير آليات الزراعة، وحفر الآبار وتحلية المياه
- تشجيع زراعة نبات القرم الذي يكافح الاحتباس الحراري والتلوث
الإنجازات في مجال الصحة:
- تأسيس مجموعة حديثة من المستشفيات والمراكز الصحية المتطورة وفقاً للمعايير العالمية لخدمة المواطنين والمقيمين على أرض الامارت.
- وصلت الإمارات للمرتبة الأولى في مجال الرعاية الصحية والنهوض بالمرأة، في عام 1997، بين ثماني دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
- الاهتمام بالجامعات التي تقوم بتدريس الطب والعلوم الصحية في مختلف إمارات الدولة.
- افتتاح أول كلية للطب في جامعة الإمارات في مايو من عام 1984
الانجازات العمرانية
- أشرف بنفسه على المخططات العمرانية الحديثة؛ لحماية الأبنية القديمة، وتقدير مواقعها دون أن تتعدى عليها المباني العصرية، والاحتفاظ بمواقع المساجد القديمة وتجديدها دون المساس بمكانها الأصلي
- عدم التجني على النخيل والأشجار والزراعة في الخطط العمرانية الجديدة، وجعل العمران متوافق مع الطبيعة، ولا يجور عليها.
- المحافظة على المعالم ذات القيمة التاريخية
- إقامة المباني على الطراز العربي الإسلامي، واستلهام تصميم الأبنية الحديثة من المعمار التقليدي.
- تطوير الطرق الرئيسية والتقاطعات الفرعية والميادين.
- دعم المشاريع الاستثمارية من قبل الدولة لضمان تأسيسها على أعلى مستوى.
الانجازات في مجال الزراعة
- استحداث وسائل حديثة للزراعة، واللجوء إلى أساليب عصرية تعمل على تهيئة الأرض، وحفر شبكات الري للمساعدة على توسيع الرقعة الزراعية.
- توفير أجود أنواع الأسمدة وإنشاء البيوت البلاستيكية للحفاظ على المزروعات وتنمية المحاصيل الزراعية.
- استيراد الشتلات والبذور من الخارج لتوفير المزروعات المتنوعة.
- إنشاء السدود لحماية الأرض الزراعية وتوفير المياه.
- تحلية مياه البحر لاستخدامها كمياه عذبة مع الاهتمام بالمياه الجوفية أيضاً.
- زراعة أشجار القرم لدعم البيئة الزراعية.
- تأسيس مراكز البحوث الزراعية التي أنعشت المجال والحركة الزراعية، وعملت على تطوير التعامل مع الأرض والمزروعات وفهم طبيعتها.
- تثقيف وتوعية الشعب بأهمية الزراعة، وكونها عمود اقتصادي من أعمدة الدولة.
- تشجيع سكان الإمارت على امتهان الزراعة وتعمير الأراضي واستصلاحها؛ بمنحهم أراضي مجانية مع كافة الإمكانيات لمباشرة العمل على المشروعات الزراعية
- نجحت الدولة في زيادة مساحة الأراضي الخضراء، وزراعة النباتات والأشجار، وتنويع المزروعات والمحاصيل الزراعية
- حققت الدولة الاكتفاء الذاتي في نسبة غير قليلة من المحاصيل الزراعية.
- قامت الإمارات بتصدير ألذ وأجود أنواع التمور والرطب
الانجازات التعليمية
- التأسيس لمنظومة تعليمية تكافح الأمية، وتعمل على نشر التعليم بين كل فئات الشعب.
- رفع مستويات التعليم داخل دولة الإمارات.
- دعم الدولة للقطاع التعليمي بالمصروفات الخاصة والنفقات؛ لأن التعليم حق لكل مواطن
- تشييد المدارس في مختلف أرجاء الدولة؛ ليصبح التعليم مألوفاً، وسهل الحصول عليه، وفي متناول الجميع.
- الحضور بنفسه لتسليم الطلبة شهادات التخرج من الجامعة؛ لتشجيع العلم والتعلم.
- إرسال البعثات العلمية إلى الدول الأجنبية على نفقة الدولة.
- تأسيس الجامعات والكليات المعتمدة، منها: جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة زايد وكليات التقنية العليا
- تطوير المناهج التعليمية؛ لتصبح أكثر عصرية، وملائمة للأوضاع والأفكار الحديثة، وتتوافق مع التحديات والوعي المطلوب.
- استقدام أمهر المعلمين من الخارج لتعليم الطلاب في الإمارات.
منجزات تمكين المرأة
- إنهاء كل مظاهر التمييز ضد المرأة.
- الوقوف ضد حرمان الفتيات من التعليم، وإصدار قرارات تلزم الأهالي بتعليم بناتهم، وتلقيها التعليم في المدارس والجامعات.
- تمكين المرأة في مختلف قطاعات الدولة، ومجابهة خلو مقاعد الإدارة من العنصر النسائي.
- دعم المرأة، وتمكين الكوادر النسائية من تحقيق النجاحات الملفتة للنظر بتهيئة بيئة العمل لوجودها، والاستفادة من كفائتها ومهارتها.
- اعتماد مبدأ تكافؤ الفرص، وتوفير فرص متكافئة لكلا الجنسين، وتعزيز مكانة المرأة الإماراتية محلياً وعالمياً، ودعمها لإثبات جدارتها.
- ظهور الجمعيات النسائية في كافة إمارات الدولة لتمثيل المرأة، وتوصيل صوتها، والدفاع عن حقوقها.
- صقل مهارات المرأة في مختلف الميادين، ودعمها لإكسابها مزيداً من الثقة بالنفس، والقدرة على الاندماج في المجتمع، وإحداث تغيير فيه؛ مما ارتقى بعقول جيل كامل.
الوفاة
تلقى مواطنو دولة الإمارات العربية المتحدة، وكل دول المنطقة خبر وفاة الشيخ زايد، رحمه الله، بكل حزن وأسى، في 19 رمضان 1425 هـ الموافق 2 نوفمبر 2004، ليستلم رئاسة الدولة بعده المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيّب الله ثراه، ولازالت الدولة بعد وفاة الشيخ زايد تعيش على عطائه ورؤيته الواعية السبَّاقة.