احتلت التكنولوجيا مكانة محورية في قطاع العقارات اذ ساعدت متخذي القرار على تحليل البيانات والمعلومات وتوقع النتائج، وكل ذلك لتحقيق كفاءة التعاملات في السوق العقاري واخذ قرارات مستنيرة، لم تعالج التكنولوجيا التحديات في صناعة العقارات فحسب، بل فتحت أيضًا فرصًا جديدة لهذه الصناعة.
تُعد تقنيات التكنولوجية العقارية أداة قوية في صناعة العقارات، حيث يمكن استخدامها لتعزيز وتحسين تجربة العملاء والمستخدمين وتسهيل عمليات التسويق والبيع، وذلك من خلال معاينة العقارات حيث يمكن باستخدام تكنولوجية العقارات تمكين العملاء من الالمام بكافة المعلومات العقارية داخل بيئتهم الحالية.
وقد بات من المهم تسليط الضوء على مفهوم التكنولوجيا العقارية الذي أصبح متغيرا مهما لواقع ومستقبل القطاع العقاري في المنطقة العربية، وهو الذي يجسد التطبيقات التكنولوجية المستخدمة في القطاع العقاري والتي تشمل الخدمات المتطورة التي تقدمها الحلول الذكية لإدارة العقارات، وحلول حجز وتأجير العقارات، وتكنولوجيا التخطيط والبناء، والتكنولوجيا المالية العقارية وغيرها من التقنيات.
ووفقاً للتقارير العالمية التي اوضحت ان ما حققته التكنولوجيا العقارية المرتبطة بتحليل البيانات ستؤثر بإحداث تغييرات كبيرة ستوفر كثيرا من الفرص لجعل بيئة القطاع العقاري أكثر شفافية وفاعلية، إلى جانب جعل معالجة عمليات التداول في القطاع العقاري أكثر سهولة، وهو ما سيؤدي إلى إعادة تصميم وتغيير الدور لصناع العقاري ، حيث ستقدم تقنيات جديده لعمليات البيع الشراء، كتقنيات الواقع الافتراضي التي ستتيح قطاع العقارات في مختلف المواقع وأن يكون العميل في قلب العقار المستهدف من دون وجوده الفعلي وهو ما سينعكس على قرارات الشراء وسيؤثر على حجم التداولات العقارية.
كما اتاحت التكنولوجيا العقارية عرض المباني والمساحات بدقة عالية وبمعلومات موثقة ليغني عن زيارة الموقع الفعلي للعقار، كما ساعدت في تسويق العقارات، حيث يمكن استخدام التطبيقات والأدوات التفاعلية في عمليات التسويق، وإنشاء جولات افتراضية داخل العقارات وعرضها على المواقع الإلكترونية أو التطبيقات المختلفة، مما يسمح للمستخدمين بالانتقال بحرية داخل العقار واستكشافه من جميع الزوايا.
حيث قامت التكنولوجيا بتقديم أدوات لمطوري العقارات والوسطاء لتصميم وبناء وتسويق العقارات بطريقة فعالة ومؤثرة كالتي تقدمه تقنية ARAB MLS، حيث اتاحت أدوات فعالة لتسويق العقارات على نطاق واسع غير محدود وخلق بيئة منظمة من التعاملات في السوق العقاري وتعزيز الشراكة والتعاون بين المطورين العقارين والوسطاء والمنشأت العقارية المحلية والعالمية.
وبكل تأكيد فإن التوجه نحو استخدام انماط واليات التكنولوجية الجديدة في نظم العمران والبناء
بالسوق العربي ستكسب القطاع العقاري تنافسيه قوية تساهم مع الوقت في دعم رؤية التسويق العقاري والبيع العقاري في السوق المحلي والعالمي، وذلك عن طريق توفير حلول فعالة ومبتكرة مثل التسويق الإلكتروني والمواقع الإلكترونية وإنشاء المواقع الالكترونية والتطبيقات الخاصة للترويج العقاري في الداخل والخارج.
تعمل تكنولوجية العقارات على تحقيق عدة معايير لتسهل عملية التداول العقارية في مختلف الأسواق العقارية حيث يمكنها مساعدة العملاء في الوصول بسرعة الى الموقع الجغرافي للعقار، تساعد الأشخاص أصحاب العقارات في الوصول للعملاء المناسبين بسرعة، تساعد العملاء في المقارنة بين الأسعار في الكثير من الأماكن الجغرافية، تسرع من دورات رأس المال في سوق العقارات، تقوم بعرض العديد من الاختيارات للشراء، تساعد في عرض العقارات على نطاقات واسعة، يستطيع التأكد من أوراق العقار بالمستندات الموثقة.
وذلك يسهل من فكرة تصدير العقارات والتي تعتمد على جذب رؤوس الأموال الأجنبية إلى السوق العقاري في شكل استثمارات عقارية متنوعة، وضخ العملات الأجنبية داخل الدولة بما يتبعه ذلك من إنعاش الاقتصاد بوجه عام والسوق العقاري بوجه خاص، حيث ان العديد من الدول تبنت نشاط تصدير العقارات على مستوى العالم، وذلك بهدف تحسين مناخ الاستثمار بصفة عامة والقطاع العقاري بصفة خاصة، كما أنه يعتبر مصدرا هاما للنقد الأجنبي، إلا أن نشاط تصدير العقارات كان مشروطاً بعدة شروط تضعها الدول، وذلك لتعظيم المنافع الاقتصادية منها.
كما تساعد التكنولوجية العقارية في حل المشكلات بإدارة الممتلكات العقارية، وذلك عن طريق تسهيل كافة العمليات، وتقليل استخدام الأعمال الورقية، كما ساهمت في توفير طرق أكثر كفاءة لإدارة العقارات ومنها: إتمام المهام من خلال استخدام تطبيق إدارة الممتلكات في تحصيل الإيجار، وحصر طلبات الصيانة، وتجديد الإيجار وغيرها الكثير من المهام الأخرى، كما عملت على زيادة وتعزيز الكفاءة في تسهيل عمليات التداول العقارية مما ساعد في زيادة كفاءتها، وايضاً عملت على تحسين عملية التواصل والتي ساعدت في تسهيل التواصل بين المالك والعميل، كما عملت خفض التكلفة حيث ساعدت في التخلص من العمليات الورقية والتقليل من الجهد والوقت المهدر وخفضت من الاعتماد بشكل كبير على الأعمال اليدوية.
وفي النهاية، تقود التكنولوجيا الى جانب الدعم الحكومي نمو السوق العقاري لتخلف فرص للازدهار بالمنطقة، فقد يبدو من ذلك ان مستقبل التكنولوجية العقارية مشرق في الشرق الأوسط حيث تواصل الحكومات والشركات العمل على الابتكار وتحويل طرق بيع وشراء العقارات وادارة المعاملات العقارية بشكل أكثر مرونة لتحقيق مزيد من النمو والأهداف.