تزداد قيمة العقارات وأهميتها في العالم بأكمله يوماً بعد يوم نظراً لما تتمتع به العقارات من استثمار آمن ومحافظة على رأس المال، فقد تم تصنيف العقارات كأفضل خيار استثماري ووضعه في مقدمة الاستثمارات الأكثر تفضيلاً . ومن هنا أصبح الأشخاص لا يبحثون عن منازل توفر الراحة والأمان فقط، بل توفر أيضا الرفاهية وسهولة الوصول لها والعديد من العوامل الأخرى التي ترفع من شأن العقار في المستقبل .
وقد اتفق خبراء العقار والمختصين على أن تأثير الموقع على قيمة العقار من أهم عوامل رفع قيمة العقار ، فالموقع يلعب دوراً حاسماً في تحديد قيمة العقار ومدى تأثيره في المستقبل ؟
وفيما يتضح أيضا أن الموقع الجيد يزيد من قيمة العقار بشكل كبير، في حين أن الموقع السيء يمكن أن يقلل من قيمته ومن هنا سوف نوضح خلال المقال كيفية تأثير الموقع على قيمة العقار ؟ وما هي الأسباب وراء تغير قيمة العقار؟..
ما هي العوامل التي تؤثر على قيمة العقار؟
يعد فهم أهمية تأثير الموقع على قيمة العقار من الأمور الضرورية لاتخاذ قرارات مستنيرة عند الشراء أو البيع، ولكن ما دور الموقع تحديداً وتأثيره على قيمة العقار:
العرض والطلب: من أهم العوامل المؤثرة على قيمة العقار، حيث يرتبط عرض العقارات المتاحة في منطقة ما ارتباطاً قوياً بالطلب، فإن كانت المنطقة لا يوجد عليها طلب ينعكس ذلك بالطبع على طلب العقار وانخفاض الإقبال عليه يؤدي إلى استقبال عروض منخفضة، والمناطق التي يرتفع فيها الطلب تنعكس تلقائياً في الطلب على العقار وارتفاع سعره في السوق من تمليك أو ايجار .
البنية التحتية: تؤثر البنية التحتية في المنطقة التي يوجد بها العقار بشكل كبير على قيمته وجاذبيته لكلاً من المشترين والبائعين وتتمثل في جودة خدمات النقل ( المواصلات، الطرق ، القطارات ، ممرات المشاة) وغيرها كما توفر خدمات المياه والطاقة ( الكهرباء والغاز) وخدمات الاتصالات (الإنترنت، التليفونات ) كما يؤثر وجود البنية التحتية الاجتماعية مثل المتنزهات ، النوادي، المنتجعات، المدارس ، المستشفيات) وغيرها من الأمثلة على هذا النوع من الخدمات .. فكل ذلك يؤدي إلى ارتفاع قيمة الموقع وبالتالي ينعكس على قيمة العقار وبذلك يكون من أهم العوامل المؤثرة على قيمة العقار .
الخدمات: من المعروف أيضا أن توافر الخدمات في أي منطقة يؤثر بالإيجاب على تحديد قيمة العقار مثل توافر محلات السوبر ماركت ، المطاعم ، الكافيهات ، المدارس ، المرافق العالية الجودة ، توافر المدارس الجيدة يشكل عامل جذب قوي للأسر ، كذلك الأماكن الترفيهية والسياحية يشكل عامل جذب لفئة الشباب وبذلك تكون الخدمات من أهم العوامل المؤثرة على قيمة العقار .
الأمن والسلامة: الأمن في منطقة السكن هو ما يبحث عنه الجميع، فإن توافرت خدمة سلامة الحي من وجود نقط أمنية أو حراسة أو انتشار أمني في أرجاء الحي تؤثر بشكل كبير على قيمة العقارات الموجودة ويؤدي بالتالي ارتفاع قيمة العقارات وبذلك تكون من العناصر الهامة في تحديد قيمة العقار.
سهولة التنقل: تعد سهولة المواصلات وإمكانية الوصول من منطقة سكنك إلى باقي المناطق من أهم العوامل الرئيسية وميزة لا تقاوم في تحديد قيمة العقار فكلما كان الموقع حيوياً وتتوافر به عدة خيارات للتنقل مثل (المواصلات ، المترو ، القطار) سيزيد من جاذبية موقعك وبالتالي ينعكس على قيمة عقارك .
المناظر الطبيعية: من العوامل الجاذبة لأي منطقة هو الاهتمام بالمناظر الطبيعية وتنسيق النباتات والأشجار وصيانة الحدائق فذلك يعكس شعور على المشترين بالراحة والهدوء والانسجام مع المكان والارتباط به سريعاً، مما يؤدي إلى ارتفاع قيمة العقار وتكون من العوامل المؤثرة والمميزة في تحديد قيمة العقار.
عمر الموقع وحالة العقار: ينعكس عمر الحي وحالة العقار على قيمته ، فالعقارات القديمة غالباً ما تحتاج لصيانات كثيرة ، بينما العقارات الحديثة التي تقع غالباً في الأحياء السكنية الجديدة تتمتع بتطور وتجعلها مطلوبة من قبل المشترين .
اللوائح والقوانين: يجب على المستثمر العقاري معرفة القوانين المتعلقة بالتراخيص والإجراءات اللازمة التابع لها العقار قبل شراء العقار، والتي تتضمن تراخيص التصاميم الداخلية والخارجية الخاصة بالعقار السكني ، أما إذا كان العقار للغرض التجاري فيحتاج الأمر الاطلاع إلى عدد تصاريح أكبر والتحقق من شروط الصحة والسلامة العامة، فمعظم هذه الشروط لا تنطبق على العقا السكني.
الرعاية الطبية: من العوامل الهامة في اختيار موقع العقار هو الخدمات الطبية المقدمة بمحيط العقار، فالجميع يحتاج أن يكون بالقرب من مستشفيات أو مراكز طبية أو عيادات أو غيرها من مراكز الرعاية الصحية ، خصوصاً الأسر التي لديها أطفال.
المخاطر الطبيعية: تشكل العوامل البيئية والطبيعية أمرا في غاية الأهمية المؤثرة على قمية الموقع وبالتالي تنعكس على قيمة الإيجار وهي العيش في منطقة معرضة للسيول أو المد البحري أو الفيضانات أو غيرها من المخاطر البيئية ، فجميعها يؤدي إلى انخفاض قيمة العقار .
نشاط المنطقة تجارياً: توافر الخدمات التجارية والتطوير التجاري الدائم من أنشط العوامل المؤثرة على قيمة العقار ويُعد من أهم أسباب رواج الموقع العقاري، فقد تكون الأنشطة التجارية في أي موقع من أكثر عوامل الجذب لدى المشترين والذي سينعكس بدوره على قيمة العقار الموجود بالموقع .
توافر فرص العمل: يشكل وجود الشركات والأنشطة التجارية داخل موقع بعينه من العوامل الهامة في تحديد قيمة العقار ومن عوامل الجذب اللافتة لدى المشترين المحتملين، فإذا كان هناك فرص للعمل بداخل المنطقة فسيتوافد عليها الكثيرين ويزداد على المنطقة الطلب مقارنة بالمناطق التي بها ركوداً اقتصادياً.
تطور مستقبل العقار: يعد العقار وقيمته المستقبلية من الخطوات الأولية التي تأتي في مقدمة اختيارات المستثمر العقاري عند اختيار موقع العقار مناسب بجانب اختياره لمطور العقاري جيد ، فالتطوير العقاري هو إصلاح جزئي أو كلي لعقارات قديمة، أو تجديد المباني، أو إقامة مشروع سكني مبتكر على أراضي خالية، مثل منزل سكني أو مجمع تجاري، ومن ثم السكن في هذا المشروع أو القيام بعملية تسويق عقارية جيدة لبيعه والاستفادة منها لأقصى حد.
عوامل أخرى: هناك الكثير من العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على ارتفاع قيمة المواقع السكنية والتي تؤدي إلى زيادة طلب المشترين عليها وارتفاع قيمة العقارات بها مثل: تحليل ودراسة الموقع والعقارات جيداً قبل الشراء ورؤية مستقبله، أن يكون العقار في حي هادي ونظيف ، وجود العقار في منطقة يحيطها وسط اجتماعي راقي من الجيران ، تمهيد الطرق لممارسة بعض الأنشطة الرياضية ، انتشار الأمن ، ابتعاد المنطقة عن الأماكن المزدحمة والعشوائية ، قرب الموقع من الأماكن الحيوية والأسواق المستهدفة .
ما هي الأسباب وراء تغير قيمة العقار وما المقصود بـالعوامل الاقتصادية والتأثير على القيمة العقارية والعلاقة بينهم ؟
وضحنا فيما سبق كيف يؤثر الموقع على سعر العقار؟ فهناك العديد من الأسباب أيضا التي تؤدي إلى تغير قيمة العقار وتراجعه، فقد تكون الأسباب تتعلق بالعقار نفسه أو الموقع أو أسباب تتعلق بالأحوال المتغيرة في كل بلد أو التوجيهات لبيع عقار بموقع استراتيجي أو غيره من أسباب وأهمها:
التوجيهات لبيع عقار بموقع استراتيجي: تعتبر اتجاهات السوق المتغيرة وتقلباته وإنشاء المدن والمجمعات السكنية الجديدة وما يتبعها من منافسة شديدة بينهم، من أهم الأسباب المؤثرة على قرارات المشترين ، فظهور منطقة سكنية جديدة حديثة تتوافر بها خدمات متطورة بالإضافة إلى المساحات المتنوعة وتسهيلات في الدفع تكون من أولويات الطلب لدى المشترين المحتملين .
العوامل الاقتصادية والتأثير على القيمة العقارية : يؤدي عدم استقرار بعد البلاد اقتصادياً على أسعار وقيمة العقارات بشكل مباشر في سوء الأحوال الاقتصادية تنخفض قيمة الإقبال على شراء العقارات وبالتالي يتم تخفيض قيمتها لسهولة بيعها.
أسعار مواد البناء: قد يحدث زيادة أسعار مواد البناء تأثيراً سلبياً على قيمة العقارات فإن ارتفعت أسعار مواد البناء ارتفعت تلقائياً قيمة أسعار المباني العقارية مما يؤثر على قرار الشراء لدى المشترين المحتملين.
الخدمات الموجودة بالموقع: تعد الخدمات المقدمة في الموقع من العوامل المؤثرة على قيمة العقار فعند ارتفاع قيمة الخدمات التجارية، الطبية ، المستلزمات اليومية ، تقلل من جذب المشتري المحتمل إلى الموقع وبالتالي ينعكس على قيمة العقار .
هل العوامل السياسية والاقتصادية لها تأثير على قيمة المواقع العقارية ؟
لا يوجد شك أن هناك ارتباط وثيق بين أسعار العقارات وتأثرها بأوضاع البلاد اقتصادياً وسياسياً حيث إنها من أهم الأسباب التي تؤثر على سوق العقارات بشكل عام وليس على موقع العقار فقط وتعد من أحد أهم أسباب المخاطرة في الاستثمار العقاري وذلك بسبب:
العوامل الاقتصادية
تلعب العوامل الاقتصادية دورا بارز الأهمية في سوق العقارات وحركة التداول به حيث إن الاستثمار العقاري مرتبط بدخل الفرد فهناك مشاريع تناسب الطبقة الأرستقراطية وأخرى تناسب المتوسطة وهناك مشاريع تناسب محدودي الدخل، فإذا تعثرت إحدى الطبقات مادياً في السداد سيؤثر ذلك على المشاريع الاستثمارية العقارية ، كما أن الظروف الاقتصادية تعني أن دخل الأفراد ثابت وبالتالي سيكون الإقبال على التأجير أو التقسيط لأن الأمان الوظيفي متوفر لجميع أفراد المجتمع وبالتالي لن يكون لديه مشكلة.
العوامل السياسية
عندما يتواجد الاستقرار السياسي داخل البلاد فيؤذي ذلك تلقائياً لاستقرار الأسعار وحركة البناء والتصدير والاستيراد وشراكات بين الدول والتي تساعد على الاستثمار العقاري الأجنبي
وتعاونات مشتركة ومشاريع عملاقة مما يؤدي لثبات الأجور واستقرار حالة المواطن، أيضا قدرة الدولة على السيطرة على الأثمان، وبالتالي ثبات الأسعار وتحسين الدخول ومنع الاحتكار وتداول العملة الصعبة بالتجارة من خلال عمليات البيع والشراء.
بينما يحدث العكس في حالة عدم الاستقرار السياسي كظهور مشكلات في السوق العقاري ، وتوقف الشركات عن عمليات التصدير والاستيراد مما يؤدي لنقص العملة الصعبة وعدم القدرة على السداد وبالتالي عدم القدرة على المنافسة أو السيطرة على الأسعار فيأتي دور الإحتكار فنجد اختلاف أسعار البيع والشراء مما يجعل المستثمرين والمطورين العقاريون يتوقفون عن البيع أو الإيجار لفترة من الزمن حتى استقرار
الاوضاع .
في النهاية، يجب على المستثمرين فهم تأثير الموقع على قيمة العقارات لاتخاذ قرارات عقارية ذكية فمراقبة هذه العوامل والعمل على توفيرها والتوجهات لبيع عقار بموقع استراتيجي يمكن أن تساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة وتساعد البائعين على الحصول على أقصى استفادة ممكنة من ممتلكاتهم .
إذا كنت ترغب في الاطلاع على مزيد من المعلومات وقراءة المزيد من المقالات الشيقة، فنحن ندعوك لزيارة منصة العرب العقارية والبقاء على اطلاع دائم بكل ما هو جديد ..